• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : انهالت فوق رؤوسنا ( الحزم ) !؟ .
                          • الكاتب : زيد الحسن .

انهالت فوق رؤوسنا ( الحزم ) !؟


سوف : حرف يخصّص أفعال المضارعة بالاستقبال ويجرّدها عن معنى الحال ، نحو سوف أستغفر لكم ، ويقتضي معنى المماطلة والتأخير ، واشتقّ منه التسويف اعتبارا بقول الواعد سوف أفعل كذا ، وأمّا التأخير فالتسويف يقال سوّفته إذا أخّرته.

الحزم الاصلاحية ظاهرها جميل جداً ، ويكاد بريقها يخطف الابصار ، ومن يدقق فيها يطلق الحسرات اسراباً ، ولسان حاله يقول ؛ هل فعلا اننا سنجد هذا الاصلاح ، وهل ستتحقق هذه الانجازات على ارض الواقع ؟ ، وبعد هنيهة يظهر شريط من ارض الواقع يجيب على التساؤلات ؛ ما الذي تغير ، هي الاحزاب الحاكمة نفسها ، ونفس الشخوص فقط تغيير في المناصب ، اين كانوا مذ عشرون سنة ؟ ، ولم الأن سنصدقهم ، اكيد ان في الامر سراً ، او ان هناك معجزة قد حصلت ، او هي نفس الكواليس بلباس جديد .

جرت العادة ان يسوق الاعلام الحكومي لأي بلد بنشر الاعمال الحكومية بعد انجازها ، ويظهر السيد المسؤول وهو متأنق ويشعر بالزهو كله ، وتأتية صبية جميلة بين يديها طبق كبير مسطح يحمل على ظهره مقص جديد غير مستعمل ، وتبدأ اضواء الكامرات تلتقط الحركات والسكنات (للسيد ) الوزير وهو يقص الشريط الاحمر ، معلناً ان الانجاز قد تم ، وهنا تظهر كلمة ( سوف ) ليقول سوف يكون هذا المنجز بخدمتكم من الأن .

حزمة الطرق والجسور حزمة جسورة لو اصبحت حقيقية على ارض الواقع ، لكنها حتماً ستكون كسابقاتها ، وترتطم بابواب الروتين ، واكيد سوف يلتهمها كبار السراق ويقطعونها ارباً ارباً ، وبعدها يتم الاعلان ان الحكومة قد القت القبض على سراق المال العام ، وتعاد علينا نفس حكايات الف ليلة وليلة .

هل هناك من يصر على السير بطريق الفشل ؟، نعم هناك من يفعل ذلك ، وما السبب ؟، اكيد انه يخفي امور اخرى داخل هذا الفشل ، امور ربما تكون اكثر ضرراً من الفشل نفسه ، امور هدامة لايستطيع ان يفعلها علناً وبصراحة ، بدليل ان العراق واقع تحت تأثير هذا الفشل والتخريب عشرون عاماً متواصلة ، ولم يشعر المسبب بأي ذنب او تقصير ، بل تكاد ترى حب ( الوطن ) ينفجر بين فكيه ولسانه وهو يقول ( من اجل الوطن ) ، اذن فلنعطي املاً لنا او بصيصاً من امل ، هل تغيرت السياسة الخارجية اليوم واصبحت تريد فعلا الاصلاح ؟، الجواب سنعرفه لاحقاً بعد اقرار الموازنة ، ومراقبة هذا الكم الهائل من الترليونات اين ستذهب ، وان رأينا ان العراق سينتج ( البصل الاخضر ) ولن يعاود استيراده من لبنان ، وقتها قد نصدق الحزم الاصلاحية ، ونعاود الابتسام .

حزمتان ثقيلتان مبهرتان جميلتان ، وقعن فوق رؤوسنا ثقال ثقال ، اطلقن لنا الامال وافرحن لنا القلوب دون اتزان ، احداهن حزمة اصلاح رواتب المتقاعدين الذين يعانون الحرمان ، وبعدها ذهبت العناوين واصبحت في خبر كان ، واليوم حزمة فك الاختناقات وجعل السير بـ امان ، فهل ستكون هذه خاتمة الاحزان ، ام علينا دائماً الشعور بالغثيان ؟.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=178898
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19