صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

المستهزئون بالإسلام ، ماذا غاب عنهم ؟ / القسم الثاني
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ذكرنا في القسم الأول عدداً من الجهالات اتجاه الإسلام قد إبتلى بها المستهزئون بهذا الدين الحنيف وبنبيّه صلوات الله وسلامه عليه ، وهنا نريد أن نضيف لهم :

أنَّ الإسلام يعيش محنة الانحراف الداخلي عن الخط الذي رسمته السماء له فيما يخص الإمتداد النبوي والخلافة الإسلامية منذ اكثر من ١٤٠٠ سنة ، مما أثّر كثيراً على منتجات ومخرجات هذا الدين وانطباعات الآخر عليه ، وقد يحمّل المستهزء الإسلامَ هذا الإنحراف ، وهذه جهالة مركبة منه لعدم اطلّاعه على تفاصيل هذه المشكلة وكيف أن الإسلام استكمل ما عليه من إجراءات لازمة بهذا الخصوص ولكن بعض المسلمين انحرفوا عن قصد وعمد عن خط ما رُسم لهم ، وهذا ما لا تتحمله الرسالة ولا الرسول ص وآله بصريح القرآن { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إنما أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } الانعام ١٥٩

وتأسيساً على ذلك ، فقد غاب عن هؤلاء أن الإسلام يعيش ومنذ زمن طويل محنة الاغتراب الداخلي ، يعيش محنة الدعاوى ، ويعيش محنة الهوية الضائعة ، { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } الحجرات ١٤

مسلمون بلا محتوى اسلامي ، ودول اسلامية تدين بقوانين شرقية وغربية .. فعند المحاكمة لا يثبت على الهوية الاسلامية الحقيقية ممن يتصف الان بالاسلام من افراد وجماعات ودول الا الاندر من الشمع الاحمر - كما يقال - ..

ولو أردنا تحميل أنبياء الديانات أخطاء أممهم لاستلزم ادانة كل الانبياء وخاصة نبي الله موسى ونبي الله عيسى عليهم السلام لما ارتكبه ولا زال يرتكبه المتلبسون بتلك الشرائع على مستوى افراد وشعوب وحكومات ..! فلمن نحمل مجازر اليهود بحق الفلسطينيين ، ولمن نحمل محارق اليهود ولمن نحمل القتل الذريع في الحربين العالميتين ، ولمن نحمل اخطاء امريكا وقتلها وتجويعها لمئات الملايين من البشر .. ماهكذا تقاس الأمور وليس هذا النصاب العلمي الحقيقي للتقييم ..!

المنهج الصحيح للجميع هو تنزيه الشرائع السماوية ، وتنزيه جميع الانبياء والرسل عمّا يرتكبه أتباع تلك الشرائع والرسل ، فالبشرية تعيش الآن على هامش التدين ، والشرائع عندها عبارة عن تاريخ ، وما تبقى من أحكامها تتعامل معه كحفريات قديمة للأسف الشديد ، مما يدل على انقطاع شبه تام عن السماء .. وهذا ما يُنذر بعواقب وخيمة .. والكلام ذو شجون ..

#إلا_رسول_الله


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/11/04



كتابة تعليق لموضوع : المستهزئون بالإسلام ، ماذا غاب عنهم ؟ / القسم الثاني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net