صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

الارهاب الثقافي
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لازالت فرق الموت مستمرة في حصد شباب ( الايمو ) مستغلين ضعف وعجز الاجهزة الامنية عن ردعهم او الحد من جرائمهم . وكذلك انشغال الاحزاب الاسلامية بمشاكل بعيدة كل البعد عن الشائن العراقي , واحوال الشعب فهم منشغلون بما يخص 

 اقتسام الغنائم  وحتكار سلطة النفوذ والتلاعب باموال الدولة والتراشق الاعلامي المبطن بلغة التهديد والوعيد وتباري على من هو يحصل على اكثر الحصص . متجاهلين او متناسين هموم الشعب الذي ابتلى بهم ووضعهم في قبة البرلمان املين ان 
يصدقوا  بوعدهم وينقلوا العراق الى حالة احسن ويلبوا مطامح الشعب المشروعة لكن الذي حصل كان العكس تماما بل اسوء من السابق فتركوا الشعب للرياح مرة شمالا ومرة جنوبا بسبب انعدام المسؤولية لم يستطيعوا حل مشكلة واحدة من 
مشاكل الشعب الكثيرة مما حدى بجهات متشددة ومليشيات مسلحة ان تصول وتجول وتضرب بسياراتها المفخفخة متى تشاء وبا ي  اي وقت تريد مخلفة الدمار الهائل  وعشرات الضحايا الابرياء محولين المدن العراقية الى ساحة حرب ان هذا التقاعس 
الكبير يؤكد فشل الاحزاب الاسلامية في تحمل المسؤولية وعدم قدرتهم على ادارة شؤون البلاد والتحكم في مصير الوطن وضمان مستقبل الشعب وصيانة امنه واستقراره . فليس غريب ان تعبث قوى الظلام في مصير المواطن من جرائم وانتهاكات 
صارخة وما قتل الشباب بسبب ملبسه او مظهره وامام اعين الاجهزة الامنية الا دليل صارخ على هذا التقاعس . والغريب في الامر لم يصدر بيان او موقف من ظاهرة قتل شباب  ( الايمو ) هذا الصمت المريب يثير عدة تساؤلات وعدة تفسيرات 
تضعهم في دائرة الاتهام . رغم الموقف الصائب والبناء الذي اعلنه المرجع الديني الاعلى اية الله (علي السستاني ) باعتباره المرجع الاعلى لطائفة الشيعة في جميع انحاء العالم وليس فقط للعراق وهذا ما يتطلب من الاحزاب الاسلامية احترام 
توصيات وارشادات وتوجهات المرجع الاعلى الذي اعتبر قتلة ( الايمو ) هم قتلة وارها بين . هذا الموقف الذي يمثل دين الاسلام دين محبة وسلام ويعري الذين يدعون زورا بانهم يمثلون  الدين ويصد ر ون   فتاوى بالجملة تحرم هذا وتحلل ذاك ويتدخلون
بكل صغيرة وكبيرة في حياة المواطن المسكين ويحاولون فرض ثقافة الارهاب والموت بالقوة كأنهم دولة داخل دولة ويطلقون العنان   لتباعهم بنشر الرعب في صفوف المواطنين والتهديد بالقتل والموت كل من يقف في طريقهم او كل من يخالف اسلوبهم
يعني سلب كل حقوق المواطن في حرية التعبير او اختيار نمط من الحياة التي يضمنها القانون . ان الارهاب الفكري هو نوع من الدكتاورية والتعسف والاستبداد اي نفس اسلوب ونهج النظام المقبور الذي وضعه الشعب في مزبلة التأريخ  . واذا 
ارادوا احيائه من جديد في ثوب جديد فانهم واهمون لان الشعب داسه  بالاقدام  . انهم يتصيدون بالماء العكر واذا كانوا يمتلكون امكانيات هائلة من الاموال وغيرها من الامكانيات فانها لن تسعفهم لانه النظام الفاشي كان يملك اضعاف ولم تنقذه من 
غضب الشعب . واذا كان في نيتهم او في عقول قادتهم سعيهم الى اقامة امارة سلفية متشددة على نمط افغانستان ايام الطالبان بحجة تطبيق الشريعة الاسلامية فانهم يقعون في خطئ   فادح  لان العراق مهد الحضارات انه بلاد الانسانية بلاد وادي 
الرافدين الذي يعتز بها العالم وان العراقي متربي بروح الصمود والتحدي ورفض الظلم وان تاريخه المجيد يشهد على ذالك . لذلك من اجل صد هذه الردة الصفراء وفضح اهدافها الجهنمية تقع المسؤولية ايضا على رجال الدين الذين اثبتوا من خلال
الاحداث بانهم يمثلون الدين بوجهه المشرق من خلال مواقفهم الشجاعة ومن خلال حكمتهم الصائبة ان يقفوا بوجه هؤولاء الذين يشوهون وجه الحقيقي للدين ويحاولوا تخريب العملية السياسية واجهاض التجربة الديموقراطية الوليدة . ادعو رجال الدين 
الذين يهمهم مصير العراق وشعبه ان يلعبوا دورا بارزا وفعالا وانقاذ  العراق من المتامرين خلف الكواليس..  في مقدمة هؤولاء الابطال هو اية الله ( حسين السيد اسماعيل الصدر ) ما له تاثير ديني وسياسي واسع النطاق وهو صاحب الحكمة السديدة
على رجل الدين ان لا يتدخل في السياسة وعلى السياسي ان لايتدخل في الدين .. كما لسماحته اعمال جليلة فيما يخص مساعدة الفقراء والمحتاجين ورعايته للايتام . كما للصحافة الحرة والاقلام الصادقة والنزيهة دور فعال لصد الارهاب الثقافي وفضح
هذا التيارالديني المتشدد ومشبع بروح الحقد والكراهية لعموم الشعب واذا يتباهى اصحاب هذا النهج بانهم يملكون القوة انهم واهمون مهما بلغ جبروت    هذه القوة تبقى ناقصة لان يغيب عنها العقل والحكمة وسينهزمون بقوة الشعب بنضجه وادراكه وما  
انضجته الاحداث والمحن والدروس المشبعة بالدم سينهزمون امام قوة الشعب الجبارة وان يدركوا بان مصيرهم الفشل الضريع لايمكن لاحد ان ينتصر على ارادة الشعب ولا يمكن مثل شعب العراق ان يرضخ لثقافة الارهاب والموت

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/22



كتابة تعليق لموضوع : الارهاب الثقافي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net