صفحة الكاتب : محمد علي جواد تقي

الأربعين الحسيني يوحدنا.. هل هي صدفة بأن تكون كربلاء ملتقى القافلتين؟
محمد علي جواد تقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الأربعين الحسيني يجمعنا على ما نشره الامام السجاد والعقيلة زينب من أهداف النهضة الحسينية، كما تجمعنا عاشوراء على التضحية، والتحدي، والصمود، والإباء، وهي نعمة عظيمة لأبناء الأمة بأن يستثمروا هذا الاجتماع والاعتصام المليوني

مسيرة الامام الحسين نحو كربلاء خلال شهر ذي الحجة سنة 60 للهجرة، كانت تضم ابناء رسول الله، وايضاً شيوخ، وشباب، ونساء، وأطفال، بل وايضاً المسيحي، والعبد، ثم التحق بهم من هو على غير مذهب أهل البيت، و”عثماني الهوى” كما وصفه المؤرخون، وفي اللحظات الحاسمة، التحق من كان قائداً في جيش العدو.

واليوم نشهد مسيرة أخرى نحو كربلاء، لكنها تضم زائري مرقد الامام الحسين وأبنائه وأصحابه، وهي تضم جماهير تمثل قوميات ومذاهب وجنسيات وشرائح اجتماعية متعددة يأتون من شتى بقاع العالم كل عام لإحياء اليوم الأربعين لاستشهاد الامام الحسين في صحراء كربلاء.

هل صدفة بأن تكون كربلاء ملتقى القافلتين؟
لو تأملنا في الجملة الاخيرة من ردّ الإمام الحسين على الوالي الأموي على المدينة، سعيد بن العاص بطلبه البيعة ليزيد، “ومثلي لا يبايع مثله”، يتبلور لدينا محور القضية، كما نعرف بأن القضية ليست شخصية، وليست المشكلة في كراهية الإمام الحسين، وهو ابن أمير المؤمنين، وسبط رسول الله، لشخص مثل يزيد، وهو جدير بالكراهية حقاً.

إنما القضية في منهج الامام الحسين، ومدرسة أهل البيت الذي يقابله المنهج الأموي القائم على ترسبات جاهلية ما قبل الإسلام، وهي مواجهة مستمرة من أول يوم دعا فيها رسول الله الى الإسلام وقيم السماء، والى يومنا الحاضر، وحتى يوم القيامة.

على هذا اجتمع ذلك الجمهور الصغير حول الامام الحسين، ورفضوا التخلّي عنه حتى الرمق الأخير في ميدان القتال، وحتى آخر شعلة نار وصلت الى خيام النساء، وما جرى عليهنّ من محن السبي في مثل هذه الايام، حتى الطفل الصغير لم يتغير موقفه مما يجري من ذلك المشهد الرهيب الذي يصعب على معظمنا اليوم من ان نشاهده تمثيلاً على شاشة التلفاز او السينما.

فكيف اذا كان مشهداً حيّاً على الأرض يرى الاطفال وخلفهم النساء تساقط الأيدي والرؤوس، وارتطام السيوف والرماح، والامام الحسين يصفف جثامين الشهداء الواحد بعد الآخر في جانب من معسكره؟ ولعل هذا يفسّر المواقف البطولية لذلك الفتى الذي استشهد أبوه في الحملة الأولى، صاحب الأبيات: “أميري حسينٌ ونعم الأمير”، وموقف الاطفال من ابناء الامام الحسن المجتبى في الدفاع عن عمّهم وسط الميدان، وكذلك المواقف البطولية الخالدة للنسوة في تلك الساعات الحاسمة والتاريخية.

الجميع دون استثناء اتخذ موقفاً واحداً، وصار كالبنيان المرصوص أمام جبهة الباطل لأنهم أرادوا أن يكونوا مِثل الإمام الحسين، مع الفارق قطعاً، إنما هي المواساة بأعظم وأكمل صورها.

وقد تساءلت الاجيال عبر التاريخ عن سبب عدم انسحاب هؤلاء من ميدان القتال عندما أبرأ الإمام ذمتهم، وجعلهم في حلٍّ من بيعته، وقد حصل هذا عشية يوم عاشوراء بأن “هذا الليل اتخذوه جملا فان القوم لا يطلبون غيري”، أي بإمكانكم الانسحاب تحت جنح الظلام لئلا يراكم احداً وتتفرقوا في الارض ولا بأس عليكم.

وقبل هذه المحاورة كان عدد كبير من المرافقين للإمام الحسين من المدينة قد انسحب من القافلة، ويقال بأن قافلة الامام حين انطلاقها كانت تضم حوالي ألف شخص، ولم يبق من هذا الجمع الغفير إلا من ذكره التاريخ ممن نجحوا في اختبار الإيمان بالقيم والمبادئ، ثم التمسك بها بشكل جماعي كما أمرهم الله –تعالى- في الآية الكريمة: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}، والامام الحسين، آية من آيات الله في الحياة، ومنهجه يمثل حبل الله المتين، وصراطه المستقيم.

الاعتصام الجماعي بالأربعين الحسيني
هذا الاعتصام الجماعي بالأربعين الحسيني أوقد للأجيال وللأمة عبر التاريخ شموع الحرية والكرامة والسعادة بصورها الحقيقية، فلا عجب من أن تضيئ هذه الشموع لنفوس الزائرين يوم الاربعين سيراً على الاقدام، ليس اليوم، بل قبل مئات السنين، عندما  زار المقربون من الامام الحسين، مرقد الشريف بعد استشهاده بفترة وجيزة، سيراً على الاقدام من المدينة المنورة الى كربلاء.

وأبرزهم؛ الصحابي الجليل؛ جابر بن عبد الله الانصاري، ثم تحولت مع مرور الزمن الى سنّة حسنة تعطي حقّ الحديث الشريف المروي عن الامام العسكري، بشأن زيارة الاربعين بأنها إحدى علامات المؤمن.

الزائرون اليوم يتخذون موقفاً مشابهاً لإخوانهم في الإيمان قبل حوالي اربعة عشر قرناً، بأننا نجتمع لنيل الحرية والسعادة والكرامة والمساواة والعدل من منهج الامام الحسين، ومن بطولاته وتضحياته.

فالإنسان هو نفسه يبقى كما هو من أول الخليقة وحتى قيام الساعة، بنفس الخصال والطباع والغرائز والنوازع، كما أن قيم الحق والسُنن (القوانين) الإلهية تبقى حيّة لا تموت ولا تتغير، مثل؛ العدل، والحرية، والفضيلة، والأمانة، والصدق، وفي مقابلها؛ الغدر، والكذب، والبغي، والظلم، وأن انتهاج هذه الاساليب تؤدي بصاحبها أو اصحابها الى الدمار والشقاء، وليس السعادة والانتصار والتفوق، لأن {العاقبة للمتقين}، وليس لغيرهم.

الحل الكامن في كربلاء
ولعل هذا يفسّر تخلّي الملايين عن أعمالهم، وأموالهم، ومشاكلهم المعقّدة في العصر الحاضر، ثم تجشمهم عناء المسير للوصول الى كربلاء ومرقد الامام الحسين، من اجل ملامسة تلك القيم السامية، ثم التزوّد بها لتكون مفاتيح حلول لازمات نفسية واجتماعية وفكرية تشتدّ هذه الايام بشكل غريب.

فقد تيقنوا بأن كل البدائل أثبتت فشلها في ايجاد حلول حقيقية ناجعة سوى الحل الكامن في كربلاء الحسين.

إن مشكلة الحرية –مثلاً- يعاني منها العربي وغير العربي، وغير المسلم، والفقير والغني، والعالم والجاهل، فما هو تعريفها بالأساس في هذا الزمن؟ وما هي مصاديقها؟ وكيف يكون الانسان حراً في حياته؟ بل كيف يكون المجتمع والأمة حرة وليست تابعة للغير؟

نعم؛ الأربعين الحسيني يجمعنا على ما نشره الامام السجاد والعقيلة زينب من أهداف النهضة الحسينية، كما تجمعنا عاشوراء على التضحية، والتحدي، والصمود، والإباء، وهي نعمة عظيمة لأبناء الأمة بأن يستثمروا هذا الاجتماع والاعتصام المليوني الهائل لتشكيل قوة مستدامة على طول ايام السنة لمعالجة ما نعانيه من أزمات في الميادين كافة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

محمد علي جواد تقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/09/15



كتابة تعليق لموضوع : الأربعين الحسيني يوحدنا.. هل هي صدفة بأن تكون كربلاء ملتقى القافلتين؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال

 
علّق سنان السعداوي الاسدي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : الله حيوا رجال بني أسد في السعديه

 
علّق ايزابيل بنيامين ماما آشوري ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : سلام ونعمة وبركة عليكم اخي الطيب سليمان حياك الرب . طرحت مجموعة من الاسئلة يحتاج كل سؤال منها الى بحث منفصل. ولكن لابد من الاجابة ولو بصورة مختصرة . بولص شخصية مضطربة جدا فهو مجهول النسب والاصل يُعرف بأنه شاول الطرسوسي وحسب وصف الإنجيل فقد ساهم بقتل اسطفانوس رجما بالحجارة ويقول الانجيل (كان تلاميذ يسوع المسيح يرتعدون هلعا من مجرد ذكر اسمه ، وكان يلقيهم احياء في الزيت المغلي او يرضخ رؤوسهم بالحجارة) هذا الشيطان تحول فجأة إلى قديس وملاك ورسول ثم تتبع الانجيل واحرقه واتلفه وطارد التلاميذ ، ثم وضع بديلا عن انجيل يسوع انجيله المعروف بإنجيل بولص كما نقرأ في رسائله : 1- (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2: 16 (في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي ) 2- وقوله في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 16: 25 ( وللقادر أن يثبتكم، حسب إنجيلي) 3- وقوله في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 8 (اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات، من نسل داود بحسب إنجيلي). ففي هذه النصوص الثلاث ذكر بولص مختصر مهمته السرية التي كلفه بها مجمع السنهدريم اليهودي. الاول أن الله سوف يُحاسب الناس يوم القيامة حسب إنجيل بولص ، فلا إنجيل غيره. النص الثاني : ان الله سوف يقوم بتثبيت إيمان الناس حسب إنجيل بولص. النص الثالث: ان قيامة يسوع المسيح من الموت تمت بحسب إنجيل بولص. واما الرقوق التي جاء بها من منطقة العربية فهي مدرجة في إنجيله وكلها خزعبلات كتبها يهود الجزيرة له وامروه ان تكون بديلا عن انجيل يسوع المسيح. اما اعداء رسالة الاسلام بعد النبي فهم ابو بكر وعمر . وعمر اخطر من بولص لأنه درس عند اليهود منذ ان كان صغيرا وقد حاول ان يُدخل في القرآن ما ليس منه ولكن الرب ابطل عمله. هناك كلام كثير لا يسعه هذا المجال. تحياتي

 
علّق سامي التميمي ، على الامارات تسلم حمدية الجاف مدير المصرف التجاري العراقي السابق : هناك حقيقه متزامنة ان اكثر أموال الدوله العراقيه مهربة إلى الإمارات والأردن وهنا يبرز التزامن بقيام شياع السوداني للاردن اولا ثم الامارات وفي وقت واحد تحقق على الأرض تنفيذ المدن الصناعية المشتركه مع الأردن المفلسه والإمارات مركز المافيات وتبييض الاموال والتي ستدخل لبناء منشئات ميناء الفاو وكلتا الدولتين في اعلاه سيكونان شريكين باستخدامها أموال العراق المهربة في مصارفهما وعلى معنى مثلنا الشعبي ( من لحم ثوره واطعمه)

 
علّق سليمان علي صميدة ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : عودة ميمونة و مباركة للفاضلة ايزابيل خطر الغضب و الضلال يهدد أتباع جميع الاديان و خاصة المسلمين منهم و الدليل على ذلك اننا أمرنا أن نقرأ الفاتحة في كل ركعة من صلواتنا بمعدل 22 مرة بين فرض و نافلة .و لولا فداحة ذلك الخطر لما كان ذلك التكرار .و الهداية متعلقة بالصراط المستقيم و منوطة به حتما و الصراط المستقيم معروف ذاتا و عينا . و الغضب يترتب عن قتل الانبياء و الاولياء و الابرياء و قد حصل عند اليهود و النصارى و المسلمين و الضلال يترتب عن تحريف الدين و قد حصل عند الكل و الدليل على ذلك وجود المذاهب بالعشرات عند الكل رغم ان الله واحد و جبرائيل واحد و الرسول او النبي واحد على مر العصور مما يقتضي ان يكون الدين واحدا أيضا . هناك اكثر من حديث نبوي يؤكد اننا سنتبع اليهود و النصارى شبرا بشر و ذراعا بذراع و هذا يعني ان الغضب يشمل الكل و الضلال يستوعب الكل و هناك فقط فرقة ناجية عند الكل . و لئن كان بولص تلك الشخصية الغريبة قد تطوعت لتحريف رسالة المسيح عيسى بن مريم بحماس منقطع النظير فمن المحتم ان يكون لدى المسلمين بولصهم الذي قام بنفس الدور بحماس غريب ايضا . و شخصية بولص الذي لم يتصل بالمسيح اصلا تحوم حولها مجموعة من التساؤلات تستدعي اجابات فلم غير اسمه من شاوول الى بولص؟ و بعد ان اضطهد اتباع المسيح بلا رحمة لم رحل الى الجزيرة العربية ؟ و بمن اتصل ؟ و ما هي الرقوق التي اتى بها ؟ ثم لماذا انقلب تماما و ارتدى معطف المسيحية ليخرب الدين الجديد من الداخل؟ و هذا ما حصل فعلا . و وفقا لسنة او قانون القذة بالقذة و الشبر بالشبر و الذراع بالذراع و لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه و فقا لذلك و تبعا لذلك يجب ان يكون للمسلمين بولصهم ..قام تحريف الدين من الداخل و على علماء المسلمين ان يكشفوا الغطاء عن هذا التناظر المرعب و ان لم يفعلوا عليهم بحذف احاديث القذة و الشبر و الذراع من معجم الاحاديث النبوية .تلك الاحاديث صحيحة و ثابتة و تاريخنا يؤكد وقوع مضمونها و حصوله . و للسيد المسيح قولة شهيرة : أخرج اولا الخشبة من عينيك و حينئذ تبصر جيدا . و ما لم نخرج الخشبة عن اعيننا و نكتشف بولص المسلمين فسنبقى في تيه و ضلال مبين . و لذلك فإن حصر المغضوب عليهم على اليهود فقط و الضالين على النصارى فقط و تحميلهم هذا الخطر المزدوج لوحدهم هو تضليل في حد ذاته و الآية الكريمة ( أفإن مات أو قتل ) تجعلنا نشك في كل شيء ..

الكتّاب :

صفحة الكاتب : علي علي
صفحة الكاتب :
  علي علي


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net