صفحة الكاتب : السيد عبد الستار الجابري

مشكاة نور الله فاطمة بنت محمد صلى الله عليه واله  الحلقة الثالثة       
السيد عبد الستار الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وقال الثعالبي في تفسيره بعد ان نقل الاقوال المارة الذكر (وتحتمل الآية معنى آخر، وهو أن يريد مثل نور الله الذي هو هداه في الوضوح كهذه الجملة من النور، الذي تتخذونه أنتم على هذه الصفة، التي هي أبلغ صفات النور ، الذي هو بين أيديكم أيها البشر) 
فالثعالبي بعد ان ذكر القول المنسوب الى كعب الاحبار وأُبي بن كعب، واعتبرهما القولين المركزيين طرح احتمال اخر وهو ان المراد من النور هو الهداية، فنوره يعني الهداية الإلهية وانه مثلها بالنور الذي يستعمله الانسان ليزيح به الظلمة ويصل به الى مبتغاه المادي، فالآية على الامر المحتمل لديه مأخوذة على اساس تشبيه المعنوي بالمحسوس لتقريب الصورة للمخاطب، وبعباره اخرى انه في احتماله يسلك سلوك التفسير اللغوي وحمل اللفظ على المعنى المجازي القريب الى ذهنه.
وفي تفسير الجلالين حمل التشبيه على المعنى الحسي البحت واخذ المعاني اللغوية للمشكاة والمصباح والزجاجة والكوكب الدري .
والفيروز ابادي في المقباس نقل القول المنسوب الى ابن عباس ثم ذكر قولاً على نحو القيل: (ويقال مثل نوره نور محمد صلى الله عليه وسلم في أصلاب آبائه على هذا الوصف إلى قوله توقد من شجرة مباركة يقول كان نور محمد في إبراهيم حنيفاً مسلماً زيتونة دين حنيفية لا شرقية ولا غربية لم يكن إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً يكاد زيتها يقول تكاد أعمال إبراهيم تضئ في أصلاب آبائه على هذا الوصف إلى قوله توقد من شجرة مباركة يقول كأنه نور محمد صلى الله عليه وسلم ولو لم تمسسه نار رأى لو لم يكن إبراهيم نبيا لكان له هذا النور أيضا) 
والقول الذي ينقله الثعالبي يفسر فيه قوله تعالى (مثل نوره) على ان مثل نور النبي (صلى الله عليه واله) في اصلاب ابائه كمشكاة والمشكاة في زجاجة والزجاجة كانها كوكب دري، وان اثار اعمال النبي ابراهيم (عليه السلام) تضيء في اصلاب اباء النبي (صلى الله عليه واله) كالمشكاة التي في زجاجة والزجاجة كانها كوكب دري، اي ان التمثيل ليس بلحاظ ما بأزاء النور الالهي في العالم المادي كما هو عليه الاراء المنقولة عن أُبي بن كعب وكعب الاحبار وعبد الله بن عمر، بل ان التمثيل لنور النبي (صلى الله عليه واله) في اصلاب ابائه ولآثار اعمال النبي ابراهيم (عليه السلام) في أصلاب آباء النبي (صلى الله عليه واله)، اي ان التمثيل على مرتبتين الاولى تمثيل لمرتبة نور النبي (صلى الله عليه واله) وان الضمير في (نوره) يعود الى النبي (صلى الله عليه واله)، وهذا بحسب السياقات اللغوية غير متبع لان الضمير لابد له من عائد، ولم يكن هناك حديث عن النبي (صلى الله عليه واله)، اللهم الا ان يراد من القول ان الآية الكريمة تتحدث عن ما بازاء النور الالهي في الارض فاختارت نور النبي (صلى الله عليه واله) فهذا لا يتعارض مع البلاغة لمزيد العناية بالضمير العائد على ما بازاء النور الالهي في الارض والذي تكشف عنه الالفاظ الحسية التي جاءت بعده والتي يراد منها امور معنوية مقربة الى الذهن المادي للانسان بامور حسية، والمرتبة الثانية هي التمثيل لأعمال النبي ابراهيم (عليه السلام) التي وصفت في الآية بانها شجرة مباركة، وان الآثار النورية لتلك الاعمال كان لها ظهوران الاول لم يتحدث عنه الفيروز ابادي في هذا المقطع وهو آثار الدعوة الابراهيمية الى التوحيد ونبذ الشرك والثاني هو الآثار الروحية المترتبة على اعمال النبي ابراهيم (عليه السلام) والتي كانت ترى في الاصلاب التي تنقل فيها نور النبي (صلى الله عليه واله).
وهذا الحمل من التفسير لا تأبى عنه النصوص التي تحدثت عن ان آباء النبي (صلى الله عليه واله) كان لهم نور خاص وان ذلك النور والبهاء الذي كان يعلوا محيا اباء النبي (صلى الله عليه واله) كان معروفاً لدى الخواص المهتمين بشؤون الديانات. وهو ينسجم مع الكلام عما بازائية ما في العالم الارضي لما في العالم العلوي مع الاختلاف في طبيعة تلك العوالم وحقائقها. فيندرج الحديث حينئذ عن المصداق الاكمل للتمثيل بما ازاء العالم العلوي من الوجودات المقدسة المصطفاة من الله تعالى.
واما ابن كثير في تفسيره فانه ذكر اقوال المتقدمين في تفسير السورة بما فيها قول ابي بن كعب وابن عباس فليس فيه مزيد عما تقدم من الناحية العلمية .
وقريب منه ما فسر به ابو حيان الاندلسي الآية في تفسيره البحر المحيط . ومثله الغرناطي الكلبي في التسهيل لعلوم التنزيل .
وفي مقابل التفسير اللغوي لألفاظ الآيات والاستعانة ببعض النصوص ادخل البيضاوي الجنبة العقلية في تفسير الآية الشريفة في محاولة منه للانتقال من المحسوس الى المجرد فقال (( نور على نور ) * نور متضاعف فإن نور المصباح زاد في إنارته صفاء الزيت وزهرة القنديل وضبط المشكاة لأشعته وقد ذكر في معنى التمثيل وجوه الأول أنه تمثيل للهدى الذي دلت عليه الآيات المبينات في جلاء مدلولها وظهور ما تضمنته من الهدى بالمشكاة المنعوتة أو تشبيه للهدى من حيث إنه محفوف بظلمات أوهام الناس وخيالاتهم بالمصباح وإنما ولي الكاف المشكاة لاشتمالها عليه وتشبيهه به أوفق من تشبيهه بالشمس أو تمثيل لما نور الله به قلب المؤمن من المعارف والعلوم بنور المشكاة المنبث فيها من مصباحها ويؤيده قراءة أبي ( مثل نور المؤمن ) أو تمثيل لما منح الله به عباده من القوى الداركة الخمس المترتبة التي منوط بها المعاش والمعاد وهي الحساسة التي تدرك بها المحسوسات بالحواس الخمس والخيالية التي تحفظ صور تلك المحسوسات لتعرضها على القوة العقلية متى شاءت والعاقلة التي تدرك الحقائق الكلية والمفكرة وهي التي تؤلف المعقولات لتستنتج منها علم ما لم تعلم والقوة القدسية التي تتجلى فيها لوائح الغيب وأسرار الملكوت المختصة بالأنبياء والأولياء المعنية بقوله تعالى * ( ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ) * بالأشياء الخمسة المذكورة في الآية وهي * ( مشكاة ) * و * ( الزجاجة ) * و * ( المصباح ) * و * ( الشجرة ) * و * ( زيتها ) * فإن الحساسة كالمشكاة لأن محلها كالكوى ووجها إلى الظاهر لا تدرك ما وراءها وإضاءتها بالمعقولات لا بالذات والخيالية كالزجاجة في قبول صور المدركات من الجوانب وضبطها للأنوار العقلية وإنارتها بما تشتمل عليه من المعقولات والعاقلة كالمصباح لإضاءتها بالإدراكات الكلية والمعارف الإلهية والمفكرة كالشجرة المباركة لتأديتها إلى ثمرات لا نهاية لها الزيتونة المثمرة بالزيت الذي هو مادة المصابيح التي لا تكون شرقية ولا غربية لتجردها عن اللواحق الجسمية أو لوقوعها بين الصور والمعاني متصرفة في القبيلين منتفعة من الجانبين والقوة القدسية كالزيت فإنها لصفاتها وشدة ذكائها تكاد تضيء بالمعارف من غير تفكر ولا تعلم أو تمثيل للقوة العقلية في مراتبها بذلك فإنها في بدء أمرها خالية عن العلوم مستعدة لقبولها كالمشكاة ثم تنتقش بالعلوم الضرورية بتوسط إحساس الجزئيات بحيث تتمكن من تحصيل النظريات فتصير كالزجاجة متلألئة في نفسها قابلة للأنوار وذلك التمكن إن كان بفكر واجتهاد فكالشجرة الزيتونة وإن كان بالحدس فكالزيت وإن كان بقوة قدسية فكالتي يكاد زيتها يضيء لأنها تكاد تعلم ولو لم تتصل بملك الوحي والإلهام الذي مثله النار من حيث إن العقول تشتعل عنه ثم إذا حصلت لها العلوم بحيث تتمكن من استحضاره متى شاءت كانت كالمصباح فإذا استحضرتها كانت نورا على نور) 
فهو في تفسيره للآية ينتقل من المحسوس الى المعقول ويتحدث عن كيفية تجلي الاثار العلمية في النفوس وتحقق التأثير باشراقات النور وهو يمزج في تفسيره بين التعليم العادي الذي يتلقاه الانسان والتعليم باشراق النور القدسي على القلوب المستعدة، اي انه يفسر الآية بنحو عام على كل ما اشرقت عليه انوار الهداية بغض النظر عن اسبابها فانتقل من التفسير اللفظي للمشكاة والمصباح والزجاجة الى تأثر النفوس بالعلوم الحاصلة فيها، وهذا الكلام قد يقبل لو لم يضف النور الى الله تعالى فقوله تعالى (مثل نوره) بعد قوله الله نور السماوات والارض يتبادر من ان الآية تصف النور الالهي وتقرب وصفه للمخاطب بالمحسوس الذي يستأنس اليه ذهن المخاطب، فالحمل على التأثر بالعلوم المتناولة بالطرق العادية او عن طريق الملائكة والموجودات المقدسة امر في غاية البعد، ذلك لان الكثير ممن رأى النبي (صلى الله عليه واله) وسمع منه حصلت لديه معلومة الا ان ذلك لا يلزمه تحقق هذا المعنى في قلبه، فالتفسير بهذا المعنى محل نظر.
وفي تفسير القرطبي بعد ذكر الاقوال التي مرت في المراد من الالفاظ الواردة في الآية الشريفة نقل اقوالاً اخرى منها (( يكاد زيتها يضئ ) أي يكاد محاسن محمد صلى الله عليه وسلم تظهر للناس قبل أن أوحى الله تعالى إليه . ( نور على نور ) نبي من نسل نبي . وقال الضحاك : شبه عبد المطلب بالمشكاة وعبد الله بالزجاجة والنبي صلى الله عليه وسلم بالمصباح كان في قلبهما ، فورث النبوة من إبراهيم . " من شجرة " أي شجرة التقى والرضوان وعشيرة الهدى والايمان شجرة أصلها نبوة ، وفرعها مروءة ، وأغصانها تنزيل ، وورقها تأويل ، وخدمها جبريل وميكائيل)  
ثم اعترض على اصحاب تلك الاقوال بما نقله عن القاضي ابن عربي حيث قال: (قال القاضي أبو بكر ابن العربي : ومن غريب الامر أن بعض الفقهاء قال إن هذا مثل ضربه الله تعالى لإبراهيم ومحمد ولعبد المطلب وابنه عبد الله ، فالمشكاة هي الكوة بلغة الحبشة ، فشبه عبد المطلب
بالمشكاة فيها القنديل وهو الزجاجة ، وشبه عبد الله بالقنديل وهو الزجاجة ، ومحمد كالمصباح
يعنى من أصلابهما ، وكأنه كوكب دري وهو المشتري " يوقد من شجرة مباركة " يعنى إرث
النبوة من إبراهيم عليه السلام هو الشجرة المباركة ، يعنى حنيفية لا شرقية ولا غربية ، لا يهودية
ولا نصرانية . " يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار " يقول : يكاد إبراهيم يتكلم بالوحي من
قبل أن يوحى إليه . " نور على نور " إبراهيم ثم محمد صلى الله عليه وسلم . قال القاضي : وهذا
كله عدول عن الظاهر ، وليس يمتنع في التمثيل أن يتوسع المرء فيه) 
وواضح من عبارة ابن العربي ان الاعتراض فيما اذا كان المراد الظاهر من الكلام، اما اذا كان على نحو التمثيل فلا مانع منه، وبالتالي فان الآية صريحة انه في  مقام التمثيل وكما هو معلوم ان التمثيل تارة يكون للتفهيم والاشارة واخرى يكون للاشارة الى المثال أي ما بازاء وعند التمثيل بالافراد والاشخاص الذين يترتب على وجودهم اثار فانه يكون من الباب الثاني وليس من باب التوضيح وتقريب الصورة.
ثم اضاف القرطبي الى قول ابن العربي معترضاً بقوله:( قلت : وكذلك في جميع الأقوال لعدم ارتباطه بالآية ما عدا القول الأول ، وأن هذا مثل ضربه الله تعالى لنوره ، ولا يمكن أن يضرب لنوره المعظم مثلا تنبيها لخلقه إلا ببعض خلقه ، لان الخلق لقصورهم لا يفهمون إلا بأنفسهم ومن أنفسهم ، ولولا ذلك ما عرف الله إلا الله وحده ، قاله ابن العربي) 
في اعتراض القرطبي خلط بين التمثيل الذي هو من باب التوضيح والبيان بما هو مستأنس به، كمن يرسم الطير على الورق ليوضح المعنى المراد مع التباين في الحقيقة، واخرى التمثيل على اساس ان المراد هو مثال لصاحب المثال أي انه تجل من تجلياته وفيض من افاضاته له تجليات وافاضات تنعكس عن الفيض الاعظم الصادر عن الله تعالى فيكون واسطة الفيض بين الرب والخلق.
واضاف العز بن عبد السلام في تفسيره بعد ان ذهب الى ان المراد من الضمير في (نوره) هو النبي (صلى الله عليه واله) او المؤمن، استمرار الحجة لله تعالى على الارض فقال: (( ولو لم تمسسه نار ) * أو يكاد قلب المؤمن من يعرف الحق قبل أن يبين له ، أو يكاد العلم يفيض من فم المؤمن العالم قبل أن يتكلم به ' ح ' أو تكاد أعلام النبوة تشهد للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] قبل أن يدعو إليها * ( نور على نور ) * ضوء النار على ضوء الزيت على ضوء الزجاجة ، أو نور النبوة على نور الحكمة ، أو نور الرجاء على نور الخوف ، أو نور الإيمان على نور العمل ، أو نور مؤمن هو حجة لله يتلوه مؤمن هو حجة لله حتى لا تخلو الأرض منهم ، أو نور نبي من نسل نبي * ( لنوره ) * نبوته ، أو دينه ، أو دلائل هدايته )  
فالعز بن عبد السلام في تفسير قوله تعالى (نور على نور) يذهب الى ان الحجة لله على خلقه لابد من استمرارها مادامت الحياة على الارض وان هذه الحجة اما ان تكون بتتابع الانبياء نبي بعد نبي، ومعلوم ان هذا الامر لا يصح لان النبوات ختمت بالنبي (صلى الله عليه واله)، 
فبقي الامر الاخر وهو ( أو نور مؤمن هو حجة لله يتلوه مؤمن هو حجة لله حتى لا تخلو الأرض منهم) لان الامور الاخرى التي طرحها لا تصلح حجة لله على خلقة كنور الرجاء ونور الخوف ونور الايمان، وبالتالي يتضح ان ان العز بن عبد السلام الشافعي ممن يذهب الى ضرورة استمرار الحجة لله تعالى على الارض وان ذلك الحجة هو من عباده المؤمنين الذين يتمتعون بخصائص ومميزات تجعلهم اهلاً للاتصاف بكونهم حجة الهية أي ان كمالاتهم تداني كمالات النبوة وان لم تبلغها فلا يكفي فيها الايمان الذي تصف به المتقون والعباد الصالحون بل لابد من مرتبة عليا تؤهلهم للاتصاف بصفة حجة الله على ارضه.
وفي مقابل ما تقدم فسر الصوفي الكبير ابن عربي الآيات المتعلقة بالنور الالهي والمشكاة تفسيراً مزج فيه بين التفسير اللفظي والاصطلاح الصوفي جاء فيه (( الله نور السماوات والأرض ) * النور هو الذي يظهر بذاته وتظهر الأشياء به ، وهو مطلقا اسم من أسماء الله تعالى باعتبار شدة ظهوره وظهور الأشياء به ، كما قيل :
* خفي لإفراط الظهور تعرضت      * لإدراكه أبصار قوم أخافش
* وحظ العيون الزرق من نور وجهه * كشدة حظ للعيون العوامش
ولما وجد بوجوده ، وظهر بظهوره ، كان نور السماوات والأرض ، أي : مظهر سماوات الأرواح وأرض الأجساد وهو الوجود المطلق الذي وجد به ما وجد من الموجودات والإضاءة * ( مثل نوره ) * صفة وجوده وظهوره في العالمين بظهورها به كمثل * ( مشكاة فيها مصباح ) * وهي إشارة إلى الجسد لظلمته في نفسه وتنوره بنور الروح الذي أشير إليه بالمصباح وتشبكه بشباك الحواس وتلألؤ النور من خلالها كحال المشكاة مع المصباح . والزجاجة إشارة إلى القلب المتنور بالروح المنور لما عداه بالإشراق عليه ، تنور القنديل كله بالشعلة وتنويره لغيره . وشبه الزجاجة بالكوكب الدري لبساطتها وفرط نوريتها وعلو مكانها وكثرة شعاعها كما هو الحال في القلب . والشجرة التي توقد منها هذه الزجاجة هي النفس القدسية المزكاة ، الصافية ، شبهت بها لتشعب فروعها وتفنن قواها ، نابتة من أرض الجسد ومتعالية أغصانها في فضاء القلب إلى سماء الروح، وصفت بالبركة لكثرة فوائدها ومنافعها من ثمرات الأخلاق والأعمال والمدركات وشدة نمائها بالترقي في الكمالات وحصول سعادة الدارين ، وكمال العالمين بها ، وتوقف ظهور الأنوار والأسرار والمعارف والحقائق والمقامات والمكاسب والأحوال والمواهب عليها ، وخصت بالزيتونة لكون مدركاتها جزئية مقارنة لنوء اللواحق المادية كالزيتون ، فإنه ليس كله لبا ، ولوفور قلة استعدادها للاشتعال والاستضاءة بنور نار العقل الفعال ، الواصل إليها بواسطة الروح والقلب كوفور الدهنية القابلة لاشتعال الزيتون . ومعنى كونها* ( لا شرقية ولا غربية ) * إنها متوسطة بين غرب عالم الأجساد الذي هو موضع غروب النور الإلهي وتستره بالحجاب الظلماني ، وبين شرق عالم الأرواح الذي هو موضع طلوع النور وبروزه عن الحجاب النوراني لكونها ألطف وأنور من الجسد وأكثف من الروح . * ( يكاد ) * زيت استعدادها من النور القدسي الفطري الكامن فيها ، يضيء بالخروج إلى الفعل والوصول إلى الكمال بنفسه ، فتشرق * ( ولو لم تمسسه نار ) * العقل الفعال ، ولم يتصل به نور روح القدس لقوة استعداده وفرط صفائه ( نور على نور ) * أي : هذا المشرق بالإضاءة من الكمال الحاصل نور زائد على نور الاستعداد الثابت المشرق في
الأصل كأنه نور متضاعف * ( يهدي الله لنوره ) * الظاهر بذاته المظهر لغيره ، بالتوفيق
والهداية * ( من يشاء ) * من أهل العناية ليفوز بالسعادة * ( والله بكل شيء عليم ) * يعلم
الأمثال وتطبيقها ، ويكشف لأوليائه تحقيقها)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد عبد الستار الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/02/15



كتابة تعليق لموضوع : مشكاة نور الله فاطمة بنت محمد صلى الله عليه واله  الحلقة الثالثة       
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net