صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

الصلح السياسي بين إيران والسعودية
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الصراع السياسي بين جمهورية ايران الاسلامية والمملكة العربية السعودية اسبابه كثيرة, لكن اشدها وضوحا هو: ان إيران ضد المشروع الامريكي في المنطقة, والسعودية هي الحليف الرئيسي لأمريكا في المنطقة, وأمريكا تحارب إيران وأدواتها في المنطقة, لذلك الصراع كان حتميا, لكن المفاجأة الآن ان يتم الصلح! حيث كانت العلاقات بينهما دوما متوترة منذ بداية الثمانينات,وقد قطعت العلاقات الدبلوماسية منذ سبع سنوات, فأتى البيان المشترك بين الرياض وطهران وبكين ليعلن أن البلدين اتفقا في مباحثات قادها رئيسا مجلسي الأمن القومي فيهما بدعم صيني على طي صفحة الخلافات بينهما, وتطبيع العلاقات التي شهدت توترات عديدة.

ويشار إلى أنه تم الاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية, وإعادة فتح السفارتين والممثليات الدبلوماسية في غضون شهرين، وتم التوصل إلى هذا الاتفاق عقب مباحثات جرت في بكين مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وقد تضمن اتفاق البلدين تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، والاحترام المتبادل, والالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

· تصريحات تؤكد التغيير

المتابع للتصريحات الرسمية للبلدين سيكتشف التوجه الجديد, حيث جاءت تصريحات المسؤولين في البلدين لتؤكد التوجه الجديد في إدارة العلاقة بينهما, إذ قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: "إن دول المنطقة يجمعها مصير واحد يجعل من الضرورة أن تتشارك لبناء نموذج للازدهار".

وعلى الجانب الإيراني قال وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان: "إن سياسة حسن الجوار أمر محوري, ونواصل العمل نحو مزيد من الخطوات الإقليمية"، وأضاف عبد اللهيان: "أن عودة العلاقات الإيرانية السعودية توفر إمكانات كبيرة للمنطقة والعالم الإسلامي".

· لماذا الصين؟

الكثير يتسائل عن السبب لتدخل الصين؟ وانها هي من ترعى هذا الصلح؟ حيث تناقلت الوكالات الخبرية أن الاجتماعات الأمنية السابقة كانت تهدف إلى التأكد من أن الحكومة الإيرانية قادرة على حماية المنشآت الدبلوماسية, كما تنص على ذلك الاتفاقيات الدولية، وقد قدمت طهران في هذه الصدد ضمانات كافية, كما أن السعودية أرادت ضمان احترام السيادة الخاصة بالدول وتوازن العلاقات الدولية والإقليمية، خاصة أن الرياض تعيد ترتيب علاقتها مع تركيا وإيران.

أما إيران، فقد عانت من عزلة بسب علاقاتها المتشنجة بدول الجوار، ولكن هذا التقارب سيمكن الطرفين من الحوار الدبلوماسي.

وعن تدخل الصين ومغزاه؟ فأجاب الجانب السعودي في تصريحات اعلامية: "أنها أكبر دولة تربطها علاقات اقتصادية مع السعودية ودول الخليج، وهي الشريك الاقتصادي الأكبر لإيران, وهو ما مكنها من لعب دور حيوي وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة".

ان دخول الصين كطرف في المحادثات, لشعور الصين باهمية الجانب الامني وحلحلة الصراعات, لكي ينجح مشروعها الكبير (طريق الحرير الجديد), فان الصين تفكر بالمستقبل.

· فتح ملفات المنطقة

بعد اعلان الصلح واعادة الحوارات بين البلدين فمن المؤكد انه سيتم اعادة فتح ملفات المنطقة, وقد صرح العديد من الساسة والمهتمين بالشأن السعودي-الإيراني, من أنه يمكن أن تكون عودة العلاقة بين السعودية وإيران طريقا لفتح الباب واسعا لمناقشة كل الملفات في المنطقة، منها الأمن البحري وأمن الطاقة، وملفات سوريا, والعراق, ولبنان, وحرب اليمن، مشيرا إلى أنها فرصة مواتية لحل القضايا العالقة في المنطقة, وكل هذه الملفات الجانبين على الضد, لذلك الحوارات الهادئة يمكن أن تشكل فرصة تاريخية لحلحلة المشاكل العالقة في العقدين الأخيرين.

اما الكيان الصهيوني المؤكد انه غير سعيد بالاخبار الاخيرة, فهو يعتاش على الحروب والخلافات, فهي لا تريد أي تقارب "إقليمي – إقليمي"، بل تطمح دائما إلى زرع التقسيم بين البلدان.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/03/18



كتابة تعليق لموضوع : الصلح السياسي بين إيران والسعودية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net