ضرر الفساد في أمثلة (رهط يفسدون في الأرض) (ح 40)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

مسألة حسابية عن نتيجة فساد: مهندس فاسد استبدل أنابيب حديد مغلون بأنابيب أسبستوس في شبكة مياه شرب لمحلة، وبعد سنة من إنجاز المشروع اصيب 1% من سكان المحلة بالسرطان، وبعد سنتين أصيب 2% من بقية السكان الأصحاء بالسرطان، وبعد ثلاث سنوات أصيب 5% من بقية السكان الأصحاء بالسرطان. ثم تبين السبب أن السرطان نتيجة أستخدام الاسبستس الرخيص بدل الحديد المغلون الأكثر ثمنا ولكنه حسب المواصفات الفنية التي تحايل عليها المهندس الفاسد. ما نسبة الذين أصيبوا بالسرطان بعد ثلاث سنوات من سكان المحلة؟
أسهل الطرق للوصول الى نتيجة الحساب. عدد سكان المحلة = 100. عدد المصابين بالسرطان نتيجة أنابيب الاسبستوس في نهاية السنة الأولى = 100 ضرب 1/100 = 1. عدد الأصحاء في نهاية السنة الاولى= 100-1 = 99 عدد المصابين بالسرطان نتيجة أنابيب الاسبستوس في نهاية السنة الثانية = 99 ضرب 2/100 = 1.98 عدد الأصحاء في نهاية السنة الثانية = 99-1.98 = 97.02 عدد المصابين في نهاية السنة الثالثة = 97.02 ضرب 5/100 = 4.851 وبالتالي عدد المصابين بالسرطان الكلي بعد اكتشاف فساد المهندس = 1 +1.98 +4.851 = 7.831 أي 7.831%. ولو كانت المحلة نفوسها 10 ألف نسمة لكان عدد المصابين بالسرطان 783 شخص ربما يتوفى منهم 10 % اي 78 شخص بسبب المهندس الفاسد.
عن تفسير الميسر: قوله تعالى عن الفساد "وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ" (النمل 48) رهط اسم، تِسْعَةُ رَهْطٍ: تسعة رجال من زعمائهم، تسعة رهط أي رجال، وكان في مدينة صالح وهي الحِجْر الواقعة في شمال غرب جزيرة العرب تسعة رجال، شأنهم الإفساد في الأرض، الذي لا يخالطه شيء من الصلاح. وجاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن الفساد "وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ" (النمل 48) "وكان في المدينة" يعني التي بها صالح وهي الحجر "تسعة رهط يفسدون في الأرض" كانت هذه التسعة النفر من أشرافهم وهم غواة قوم صالح وهم الذين سعوا في عقر الناقة "ولا يصلحون" أي لا يطيعون الله تعالى وذكر ابن عباس أسماءهم وقال هم قدار بن سالف ومصدع ودهمي ودهيم ودعمي ودعيم وأسلم وقتال وصداف.
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن الفساد "وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ" (النمل 48) قوله تعالى: "وكان في المدينة تسعة رهط" إلخ قال الراغب: الرهط العصابة دون العشرة وقيل إلى الأربعين انتهى، وقيل: الفرق بين الرهط والنفر أن الرهط من الثلاثة أو السبعة إلى العشرة والنفر من الثلاثة إلى التسعة انتهى. قيل: المراد بالرهط الأشخاص ولذا وقع تمييزا للتسعة لكونه في معنى الجمع فقد كان المتقاسمون تسعة رجال. قال الرهط المفسدون وقد تقاسموا بالله: لنقتلنه وأهله بالليل ثم نقول لوليه إذا عقبنا وطلب الثأر ما شهدنا هلاك أهله وإنا لصادقون في هذا القول.
جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى عن الفساد "وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ" (النمل 48) كانوا من المترفين يتطاولون على الناس بثرائهم، ويتخذون منه أداة للاستبداد والإفساد في الأرض، ويقاومون كل مصلح ومحب للخير، ولم يكن فيهم جهة تذم وجهة تمدح، بل كل ما فيهم قبيح ومذموم، وهذا هو المراد بقوله تعالى: ولا يصلحون.
وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى عن الفساد "وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ" (النمل 48) الإنسان قد يفسد في بعض الحالات ثمّ يندم و يتوجه نحو الإصلاح. إنّ المفسدين الواقعيين ليسوا كذلك، فهم يواصلون الفساد و الإفساد و لا يفكرون بالإصلاح. و خاصّة أن الفعل في الجملة "يُفْسِدُونَ" فعل مضارع، و هو يدل على الاستمرار، فمعناه أن إفسادهم كان مستمرا. تبور من البوار و هو فرط الكساد، و لمّا كان فرط الكساد يؤدّي إلى الفساد، عبّر بالبوار عن الهلاك"يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ" (فاطر 29).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat