الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : علي سالم

جريمة غسل الأموال: آليات الكشف والمساءلة في ظل القانون العراقي
علي سالم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يُعد غسل الأموال جريمة اقتصادية خطيرة تُهدد سلامة النظام المالي والاقتصادي للبلاد، وتُسهم في دعم أنشطة إجرامية أخرى، كالمخدرات والفساد والاتجار بالبشر. وتتضمن هذه الجريمة محاولة إضفاء مظهر مشروع على أموال مُتحصل عليها من مصادر غير مشروعة، من خلال سلسلة من المعاملات المالية المُعقدة، بهدف إخفاء مصدرها الحقيقي.

أولى المُشرّعون العراقيون اهتمامًا بالغًا بجريمة غسل الأموال، لا سيما بعد انضمام العراق إلى الاتفاقيات الدولية المُتعلقة بمكافحة الجريمة المُنظمة وتمويل الإرهاب. وقد صدر قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب رقم (39) لسنة 2015، الذي يُشكل الإطار التشريعي الأساسي في هذا المجال.

يُعرّف القانون غسل الأموال بأنه: "تحويل أو نقل أو مُبادلة الأموال المُتحصلة من جريمة، بقصد إخفاء أو تمويه طبيعتها غير المشروعة". كما يُجرّم القانون مُساعدة مُرتكبي الجريمة أو التواطؤ معهم أو إخفائهم. ويُعاقب المُرتكبون بالسجن والغرامات، بالإضافة إلى مصادرة الأموال غير المشروعة. فيما يتعلق بآليات الكشف، يُكلّف القانون البنك المركزي العراقي بإنشاء نظام وطني لمكافحة غسل الأموال، يشمل مراقبة التحويلات المالية والإبلاغ عن المعاملات المشبوهة التي تقوم بها المؤسسات المالية والمصرفية. كما أُنشئ مكتب لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، يتولى استلام التقارير وتحليلها والتنسيق مع الجهات القضائية.

ومن أهم أدوات الكشف نظام "اعرف عميلك" (KYC)، الذي يُلزم البنوك والمؤسسات المالية بالتحقق من هوية العملاء ومصادر أموالهم، لا سيما في المعاملات الكبيرة أو المعقدة. كما يُلزم المؤسسات المالية بتقديم تقارير دورية عند الاشتباه في أي نشاط غير اعتيادي.

وفيما يتعلق بالمساءلة القانونية، يمنح القانون السلطة القضائية صلاحيات واسعة لتجميد الأموال وحجزها ومصادرتها. كما يُجيز مقاضاة الجناة، سواءً كانوا أفرادًا أو مؤسسات، ويُجيز تحميل المسؤولية الجنائية للأشخاص الاعتباريين (مثل الشركات والبنوك) المتورطين في عمليات غسل الأموال أو الذين يُسهّلونها.

في الختام، تتطلب جريمة غسل الأموال استجابة قانونية متقدمة، تبدأ بالوقاية عبر الرقابة والإبلاغ، وصولًا إلى العقوبات الرادعة. كما تتطلب تعاونًا محليًا ودوليًا لملاحقة الأموال المشبوهة العابرة للحدود، وحماية الاقتصاد العراقي، وتعزيز النزاهة والشفافية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي سالم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/12


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • الإبلاغ الرقمي عن المخالفات: تأثير المحتوى المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي على بدء الملاحقات الجنائية.  (المقالات)

    • التقصير كجريمة: المسؤولية الجنائية للامتناع عن تولي مناصب السلطة  (المقالات)

    • ضحايا بلا صراخ: قراءة قانونية للجرائم المرتكبة ضد الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية  (المقالات)

    • جريمة الابتزاز الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي: تحديات الإثبات وآليات المواجهة  (المقالات)

    • جرائم الاتجار بالبشر: الإشكاليات القانونية في التحقيق والمحاكمة  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : جريمة غسل الأموال: آليات الكشف والمساءلة في ظل القانون العراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
أدخل كود التحقق : 9 + 7 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net