في لحظةٍ والصمتُ يُزهرُ حكمةً
هامتْ رؤايَ، وأيقظَ العقلَ السَّنَا
أبصرتُ وجهَ الطُهرِ في تقواهُ، مَنْ
كادَ الزمانُ بِه الهُدى أنْ يُختَمَا
سكنَ الوقارُ جبينَهُ، فكأنّهُ
بابُ النجاةِ، ومَهبطٌ للأنجُمَا
يمشي كظلِّ النورِ، لا يُلقي الصدى
لكنْ يُفجّرُ في القلوبِ تَكرُّمَا
عيناك يا مولايَ مرآةُ الرؤى
تبكي العراقَ.. وتبتسمْ متَرحّما
ما بينَ فتواكَ الجليلةِ رفرفَتْ
أرواحُ شعبٍ، للخلودِ تَقَدَّمَا
كمْ سدّ فَتنَ الظالمينَ سُكونُهُ
فإذا تكلّمَ، أرهقَ المتوهِّمَا
كُنتَ الحصيفَ إذا تشوّهَ وجهُنا
ورجعتَ بالحقِّ الجليلِ مُكرَّمَا
هذا العراقُ يفيضُ مِنكَ عنايةً
ويفيقُ في صمتِ المراجعِ حُلْمَا
واليومَ جاءكَ مَنْ يجلُّ مقامَكمْ
شيخُ المعارفِ، والحجا، والتَفْهِمَا
منْ قُمِّ جاءَ يُقَبِّلُ العرشَ الذي
فيه النجفْ، طابَ المقامُ، وأكرما
فإذا التقى العلمانِ في دارِ العُلا
سَجَدتْ مدائنُنا، وتاهَ الأنجُمَا
يا للسكينةِ حينَ يلتئمُ السنا
ويصيرُ صمتُكما البيانَ المُلهَمَا
فالشعرُ لا يكفي، وإنْ عَظُمَ المدى
لكِنَّهُ يسري إليكم مُعظَّمَا
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat