سمات الإلحاد الجديد
صالح حميد الحسناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صالح حميد الحسناوي

العبارة الانشائية في أي موضوع قادرة على منح الدلالة الفكرية للانتماء حتى لو كان ادعاء الكاتب يصب في مجرى آخر ، الكاتب عبد الله بن صالح الفجيري في كتابه ميلشيا الإلحاد ـــ مدخل لفهم الإلحاد الجديد ، وهو باحث شرعي في قضايا الفكر المعاصر باعتباره يسعى لتصوير الحقيقة ، نقرأ في صفحة 24 ، التأليف والكتابة ، يصف الكتب والمؤلفات الالحادية بأنها ( انهمرت ) ليعطيها سمة المبالغة انهمرت نزلت كالمطر ، يقول أنها شكلت القوة الدافعة للإلحاد الجديد وراح يبالغ في وجود تلك المؤلفات وضخامة مبيعاتها ويصفها بانغها اخترقت الفضاء العام بسبب جودة اسلوبها وسحر العبارة ووضوح الأفكار ومباشرة الطرح . نقول للسيد الباحث الشرعي لدينا تجربة مع أمثال تلك المؤلفات ، التفاعل معها كان مبنياً على حالة مرضية وليست عقلية كونها تخالف السائد و تغري الشاب بطريقة خالف تعرف و بالأساليب الانبهارية لهذا نجد الشباب العربي كان يتفاعل مع أسلوب المبالغة وهو غير مقتنع معنوياً بالالحاد بل تغريهم سعة التمنطق بعبارات تأخذهم الى عوالم التبجح ، تمنحهم سلطة التعويض عن مساراتهم النفسية المخذولة علماً أنهم كانوا في جذوة التكوين الالحادي في العراق ، وخاصة في كربلاء ، الأفكار الالحادية أخذت عند الشباب طابعا سياسياً وليس وجدانياً ، سوى أن يكون على المستوى النخبوي أم الجانب الشعبي ، و اغواء الإطار الشعبي عن طريق الايهام بأنهم تحولوا بمجرد اعتناق الالحاد إلى نخبويين مفكرين خالفوا السائد ، خدعة الكاتب و مبالغته تظهر في أن يصور حالة الإقبال على المؤلفات الالحادية بأن الشباب كان يشتري هذه المؤلفات و يلتهمها وجعلها الأكثر مبيعاً ، والأمر واضح هناك مؤسسات عالمية داعمة وبدأ المؤلف يسرد لنا الكتب التي أثرت حسب قوله بالمجتمع مثل كتاب ( وهم الإله ) ريتشارد دوكنز ظهر الكتاب عام 2006 م ويصف لنا حالة النجاح التي كانت سبباً لمزيد من الكتابات ، نذكر الدكتور الفجيري بأن هناك بالمقابل كتب اكتسحت تلك المؤلفات ولم تترك لها أثر وجداني عند المجتمعات ، ، صدر كتاب مهم للدكتور سلطان العمري أستاذ مشارك قسم العقيدة واصول الدين يذكر لنا مجموعة كتب استطاعت أن تزيح الكتب الالحادية وتبعدها عن مساحة التأثير الوجداني ،مثل كتاب قصة الإيمان لنديم الجسر هذا الكتاب طبع لعشرات المرات وصدر في وقت قوة الفكر الالحادي وتوهيم الشباب فأثر بالناس تأثيراً وجدانياً ، الكتاب عبارة عن حوار في وجود الله سبحانه تعالى، عمل روائي أثر في المجتمع العربي وخلق تأثيراً إيجابياً ، وهو أقوى الكتب التي عرضت الأدلة العقلية والفلسفية على وجود الله سبحانه ، كشفت عن مواطن الخلل المنهجي في الفكرة الالحادية ، كتاب آخر صدر عنوانه الفيزياء ووجود الله سبحانه لجعفر شيخ أدريس ،ناقش هذا الكتاب أكثر الأسئلة الالحادية ووصف الالحاد في العصر الحديث ورصد أسباب وجوده وقدم الأدلة على وجود الله سبحانه تعالى ، خص المؤلف قضية الفيزياء . وكتاب (الإسلام يتحدى) لوحيد الدين خان ، تقوم فكرته على أحقية الدين أمام الفكر الالحادي ، والاعتماد على نفس الأدلة التي يروجونها لنقد الدين ، أثبت أن النظريات العلمية الفيزيائية والفلكية لا تعارض اصول الإسلام ، كتاب عقيدتنا في الخالق و النبوة ( عبد الله نعمة ) مناقشة فلسفية لكثير من الأسئلة ، استوعب أهم الأبواب التي يدور حولها الصراع مع فكرة الالحاد ، وهي وجود الله و النبوة والغيب . وكتب كثيرة أخرى ناقشت أسئلة الالحاد ، و الفجوة المفتعلة بين العلم والدين لمحمد علي يوسف والكتاب عبارة عن رسالة علمية رصينة ، ولم يذكر لنا الدكتور عبد الله صالح كتاب الله والعلم والأسلوب المواجه للالحاد لكاتبه جان غينون حوار بين علماء الفيزياء والمعاصرين أثبتوا إن علم الفيزياء المعاصر يثبت وجود الله سبحانه ، هذه الكتب أثرت في الشباب العربي وقلبت الموازيين على الكتب الالحادية . والكتاب الذي أبهر العالم ( الله يتجلى في عصر العلم ) لمجموعة من العلماء والكتاب عبارة عن ثلاثين موضوعاً لثلاثين عالماً متخصصاً في العلوم الحديثة ، فيزياء فلك ، أحياء ، والسؤال الذي وجه لكل عالم هو هل تعتقد بوجود الله سبحانه؟ . ومجموعة من الكتب الكثير ة التي غيرت معالم التوجه الشبابي و أزاحت غمة التأثير السلبي لكتب الإلحاد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat