كهل في لسان شيطان
د . محمد خضير الانباري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . محمد خضير الانباري

يطلق على هذا المصطلح الذي أسميته ( كهل في لسن شيطان) على الشخص الكبير في السن، الذي يتمتع بلسان شرير، المتلاعب بالألفاظ والكلمات بالتعرض والإساءة الى الآخرين. يمر الإنسان بمراحل عدة؛ ومنها؛ الكهولة والشيخوخة والهرم، يمثل الكهل مرحلة بين الشباب والشيخوخة، أما؛ الشيخوخة فتصف مرحلة تقدم العمر بعد الكهولة، في حين؛ تعد مرحلة الهرم أقصى مراحل الشيخوخة للإنسان، يمثل الإنسان كبير العمر الحكمة والخبرة من الدروس التي تعلمها في مدرسة الحياة، فيجب صونها حتى تسليم الروح لباريها.
قَالَ الله سبحانه وتعالى: الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير. (الروم:54).
تعد مرحلة الشيخوخة طورا من أطوار العمر تزعج الإنسان المقبل عليها، وتكدر الإنسان الذي هو فيها . وقد عبر الشاعر العربي عن ذلك بقوله:
ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب
أشبه مرحلة كبار السن في بعض الأحيان، بالأستاذة الذين يلقون المحاضرات اليومية والدروس المجانية على طلابهم بما تمتلكها ذاكرتهم من كنوز الحياة في سرائها وضرائها، لأنه في نهاية طريقهم والمغادرين الى ملجأ الآخرة الإقامة الدائمية لهم، التي يتساوى فيها الجميع يوم المحاكمة الكبرى بين يدي القاضي الأوحد – الله سبحانه وتعالى- لذلك، نرى الغالبية منهم ، يتفرغون الى العبادة والاستغفار والموعظة والكلام المهذب المقدم للآخرين أو طرح ما في جعبتهم من مواعظ لفائدة الغير والمجتمع.
ونقيض ذلك، تجد آخرين ؛ يتحول البعض منهم الى نسر ليهش لحم من يختلف معهم بالرأي والفكر والحوار، باسم الديمقراطية أو الثقافة التي يحملها أو المنصب الذي كان يتبوأه قبل تقاعده ، تجده يتجول بين الأوساط الشعبية والبسطاء منهم، برؤى وطروحات وأفكار وأكاذيب وقصص من رسم الخيال لكسب عواطفهم، والظهور في القنوات الفضائية وما أكثرها ، لتطبيق مقولة - أنا موجود – ليعبر عما في نقص شخصيته بسموم يطلقها على البعض الآخر، مقابل فتات من أوساخ الدنيا النقدية، يتلقاها من تلك الوسيلة الإعلامية أو من يحرضه لهذا العمل السيئ. خاصة بعد انتشار ما يسمى ظاهرة (المحللين) في بعض القنوات الفضائية ، في التعليق على القضايا ومواضيع الساعة، والساخنة مثلما يقال عنها في الإعلام ، فتجد من يكون طرحه أيقونة من الذهب واللؤلؤ أو درة من العسل الجبلي لخدمة بلده وأهلها من خلال المنطق والكلام الموثق بآيات القرآن الكريم والحجج والبراهين، وتجد الوجه الآخر( المهرج)، كأنما، أسداً مفترساً يخرج من قفصه ليلتهم لحم من يجده في طريقه، أو أفعى تنفث سمومها لمن يقترب منها، إذ، يبدأ كلامه بالإساءة والتشهير للآخرين دون أي دليل أو وثيقة ، لمجرد الظهور في وسائل الإعلام . نقول لهم: كفا هذا النفاق يا أصحاب الشيبة البيضاء المحترمون ، توجهوا الى ربكم فهو المعين لكم في آخرتكم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat