خطة طوارئ شاملة لإعادة الحجاج العراقيين برًا
كتابات في الميزان / عودة الحجاج العراقيين تحولت إلى تحدٍّ أمني ولوجستي معقد في ظل إغلاق الأجواء وتصاعد التوترات الإقليمية.
تواصل وزارة الداخلية، بالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى، تنفيذ خطة ميدانية واسعة النطاق لتأمين عودة حجاج بيت الله الحرام عبر المنافذ البرية، بعد توقف رحلات الطيران جرَّاء التوترات التي تشهدها المنطقة، إثر الاعتداءات الصهيونية في وقت تعمل فيه خلية حكومية خاصة على إعادة المواطنين العالقين خارج البلاد.
وفي إطار المتابعة المباشرة، أشرف وزير الداخلية عبد الأمير الشمري ميدانياً على سير عمليات التفويج العكسي بعد وصوله يوم أمس إلى منفذ عرعر الحدودي، يرافقه كبار القادة الأمنيين والمسؤولين المختصين، من بينهم وكيل الوزارة لشؤون الشرطة وقائد قوات الحدود وقائد عمليات كربلاء المقدسة ورئيس هيئة المنافذ الحدودية.
وأكد الشمري خلال جولته، أهمية توفير أفضل الخدمات للحجاج، وضمان سلامة تنقلهم، موضحاً أن الجهود تشمل أيضاً رعاية الحجاج غير العراقيين الذين تعذرت عودتهم إلى بلدانهم نتيجة التطورات الأخيرة في المنطقة، ومن بينهم نحو 75 ألف حاج من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
في هذا الإطار، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية العقيد عباس البهادلي، بأن قيادة الشرطة الاتحادية أوكلت إليها مسؤولية تأمين خطوط سير الحجاج من منفذ عرعر باتجاه محافظاتهم، ضمن خطة أمنية متكاملة تشارك في تنفيذها جميع تشكيلات الوزارة تحت إشراف مباشر من القيادات العليا.
فرق التدقيق والتفتيش
وأوضح البهادلي أن فرق التدقيق والتفتيش تعمل بدقة عالية وفق اختصاص كل مديرية، في حين جرى تأمين الطرق الرئيسية والفرعية بمرافقة قطعات الشرطة الاتحادية وبالتنسيق مع قيادات الشرطة في المحافظات، لضمان سلامة الحجاج على امتداد الطرق المؤدية إلى المحافظات.
كما أشار البهادلي إلى أن عملية التفويج العكسي انطلقت قبل يومين وما تزال مستمرة بوتيرة عالية، وسط تعاون وإنسيابية واضحة في تنفيذ المهام الميدانية.
وفي جانب آخر من الجهود الحكومية، وبتوجيه من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، شُكّل فريق عمل برئاسة سلطة الطيران المدني وعضوية وزارتي الخارجية والنقل وقيادة العمليات المشتركة، لإعادة المواطنين العراقيين العالقين في الخارج إلى البلاد. ودعت سلطة الطيران المدني في بيان رسمي المواطنين العراقيين المقيمين أو العالقين في دول عدة إلى التنسيق مع البعثات الدبلوماسية العراقية لتسهيل إجراءات إعادتهم. وخصصت السفارات والقنصليات العراقية أرقام طوارئ للتواصل مع المواطنين وتقديم المساعدة الممكنة لهم.
ووفق إفادات نقلتها تقارير صحفية عن مواطنين عالقين في جورجيا، يقدّر عددهم بأكثر من 500 شخص، معظمهم من الأطباء والموظفين والمشاركين في مؤتمرات أو مهام رسمية ومجاميع سياحية، إذ يجدون صعوبة في العودة نتيجة إغلاق الأجواء وتعذر الحصول على تأشيرات دخول إلى دول أخرى مثل تركيا والسعودية.
ولا يقتصر الأمر على جورجيا فقط، بل يواجه مواطنون عراقيون آخرون أوضاعاً مشابهة في دول متعددة مثل لبنان ومصر وتركيا والإمارات، في انتظار إعادتهم بأسرع وقت ممكن.
إدارة التفويج
وفي إطار خطة الوزارة الخاصة بإدارة التفويج، باشرت قطعات لواء المهمات الخاصة في الشرطة الاتحادية بالإشراف المباشر على حماية قوافل الحجاج من منفذ عرعر وحتى وصولهم إلى وجهاتهم في عموم المحافظات، وفق خطط أمنية ولوجستية مشددة.
من جانبه، أوضح مدير المرور العام اللواء الدكتور عدي سمير، أن مديريات المرور في بغداد والمحافظات في حالة استنفار كامل لمرافقة قوافل الحجاج، معززة بتشكيلات مرورية آلية وراجلة على امتداد الطرق لتقديم المساعدة الميدانية وضمان انسيابية حركة الحافلات وحماية المسارات حتى وصول الحجاج إلى محافظاتهم بسلام.
وفي ما يخص الجانب الإداري والإجراءات الحدودية، أكد مدير مديرية شؤون الإقامة في وزارة الداخلية اللواء حسين كاظم، أن مدير عام الجنسية اللواء نشأت الخفاجي يشرف ميدانياً على إجراءات استقبال الحجاج في منفذ عرعر، بالتعاون مع كوادر الجوازات والإقامة لتسريع عملية ختم الجوازات والتدقيق الأمني بزمن قياسي.
وأشار إلى أن المديرية أعدت خطة خاصة لتسهيل إجراءات دخول الحجاج وتنظيم مرورهم في المنافذ الحدودية، ولاسيما في منفذي عرعر وسفوان اللذين يشهدان في الوقت الراهن حركة متزايدة ويعملان بطاقتهما القصوى لاستقبال العائدين.
وتأتي هذه التحركات الحكومية والأمنية المتزامنة في إطار الجهود المبذولة لاستيعاب تداعيات الأزمة الإقليمية وتخفيف معاناة المواطنين العراقيين سواء العالقين في الخارج أو الحجاج العائدين، وسط استمرار التنسيق المشترك بين مختلف المؤسسات المعنية لإدارة الأزمة بكفاءة ومسؤولية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat