رئيس المركز البابوي للحوار بين الأديان: لقاء النجف ساهم في بناء الأخوة بين المسيحيين والمسلمين

قال رئيس المركز البابوي لحوار الأديان الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو إن لقاء النجف الذي جمع بين سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله السيد علي السيستاني “دام ظله” وبين زعيم الكنسية الكاثوليكية البابا فرانسيس، هو بمثابة مزيد من التطور والتقدم في العلاقات الكاثوليكية الإسلامية، كما يمكن اعتباره خطوة مهمة نحو الإمام في طريق الحوار بين الكنيسة الكاثوليكية والتشيع.

وفي حوار له مع موقع “كراكس الآن” المختص بأخبار الفاتيكان والمسيحية، نشر بتاريخ 16 آذار 2021، تحدث رئيس المركز البابوي للحوار بين الأديان الكاردينال ميغيل أنخيل أيوزو غويكسوت حول أهمية ودلالات زيارة البابا إلى العراق وكذلك لقاءه بسماحة السيد السيستاني.

واعتبر الكاردينال ميغيل أنخيل أيوزو غويكسوت الذي كان من ضمن الذين رافقوا البابا فرنسيس في لقاءه بسماحة السيد السيستاني، إن هذا اللقاء التاريخي “ساهم في بناء الأخوة بين المسيحيين والمسلمين”، وأردف بالقول: “وفيما يتعلق بالعلاقة بين المسيحية والتشيع، فإن بإمكاننا أن نعد اللقاء التاريخي خطوة أخرى إلى الأمام لما وصفه بـ “حوار الاحترام والصداقة مع المجتمع الشيعي في كل من إيران والعراق”.

السيد السيستاني لطالما تحدث لصالح التعايش السلمي

وكان الحوار المسيحي-الإسلامي السمة الرمزية للزيارة البابوية إلى العراق، وحول تأثير لقاء النجف على العلاقات المسيحية-الشيعية، وما إذا كان ذلك سيساهم في تخفيف التوترات في العراق، يقول رئيس المركز البابوي للحوار بين الأديان إن “زيارة البابا لآية الله العظمى السيد علي السيستاني الذي وصفه كـ (أحد أكثر الشخصيات رمزية وأهمية في العالم الشيعي)، مهمة حقًا وساهمت في بناء الأخوة بين المسيحيين والمسلمين”.

وأضاف الكاردينال ميغيل أنخيل أيوزو غويكسوت إن سماحة السيد السيستاني لطالما تحدث لصالح التعايش السلمي داخل العراق، كما إنه وبعد اللقاء أكد اهتمامه بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية، فشكره البابا على ذلك وقال خلال المؤتمر الصحفي في رحلة العودة: “شعرت بواجب أن أقوم بحج الإيمان والتكفير عن الذنب، وأن أذهب لأجد رجلًا عظيمًا وحكيمًا، رجل الله”.

وحول الصلاة المشتركة في مدينة أور التاريخية، قال الكاردينال أيوزو إن الاجتماع في أور كان فرصة للصلاة مع المؤمنين من الديانات الأخرى ولا سيما المسلمين، من أجل إعادة اكتشاف أسباب التعايش لإعادة بناء النسيج الاجتماعي وكذلك لإرسال رسالة إلى الشرق الأوسط وإلى العالم أجمع.

وأضاف رئيس المركز البابوي للحوار بين الأديان إننا نعيش في مرحلة تتطلب أن نتبع طريق الأخوة البشرية، فالعلاقة بين الحوار بين الأديان وبين الأخوة البشرية وآفاق السلام باتت أمرا لا مفر منه عمليًا وقد أصبح قريبًا جدًا لدرجة أننا لا نستطيع حتى أن نتخيل هذه الحقائق منفصلة، مشيرا إلى إن رحلة الأخوة البشرية تضع كل واحد منا كبناة سلام أينما وجدنا أنفسنا، فعالمنا اليوم بحاجة إلى السلام أكثر من أي وقت مضى مما يتطلب أن تعمل الكنيسة الكاثوليكية والديانات الأخرى معًا لمنع ظهور أي شيء يمكن أن يؤدي إلى الانقسام والصراع.

العراق أغنى الدول العربية بالتنوع الديني والثقافي واللغوي

وحول ما إذا بات العراق مستعدا لأن يصبح مكاناً للتسامح بين الأديان وتأثير ذلك على المنطقة، سيما في ظل خطوات مختلفة اتخذتها الحكومة العراقية لتعزيز العلاقات بين الأديان وعلى وجه التحديد في إعلان عيد الميلاد عطلة وطنية سنوية والتصديق على قانون الناجيات الإيزيديات، اعتبر الكاردينال ميغيل أنخيل أيوزو غويكسوت إن العراق بلا شك أغنى دولة عربية من حيث التنوع العرقي والديني والثقافي واللغوي، فهذا البلد يشكل فسيفساء جميلة يجب إعادة تجميعها بعناية وحراستها، قائلا إن مثل هذه التنوعات ثروة يجب ألا يُنظر إليها على أنها تهديد.

وأضاف إنه في العراق بشكل خاص، وفي الشرق الأوسط بشكل عام، من المهم استعادة الوعي الجماعي بـ “المواطنة” والإيمان بها، وكذلك التمسك باحترام الآخرين وقبول “التنوع”، وانطلاقا من هذه المبادئ يمكننا إعادة خلق التعايش والتسامح والقدرة على العيش في التنوع.

وختم رئيس المركز البابوي للحوار بين الأديان حديثه بالقول، إن “الله خالق كل شيء، وعليه فنحن البشر أعضاء عائلة واحدة، ويجب أن ندرك أنفسنا على هذا النحو. وهذه المعايير الأساسية هي التي يقدمها لنا الإيمان للانتقال من مجرد التسامح إلى التعايش الأخوي ولتفسير الاختلافات الموجودة بيننا، ونزع فتيل العنف، والعيش كأخوة.

المصدر: cruxnow

حاورته: إليز آن آلن

ترجمه عن الإنجليزية: سيف علي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/22



كتابة تعليق لموضوع : رئيس المركز البابوي للحوار بين الأديان: لقاء النجف ساهم في بناء الأخوة بين المسيحيين والمسلمين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net